الصحــــــــوة


الصحــــــــوة

   الجميع يفكر بالصحوة, يكتبون عنها في الكتب, إنها في التاريخ, و كل شيء يعترف بوجود الصحوة. نحن نستحق كل شيء في هذه الحياة. نحن مخلوقات نشأنا من الضوء, و نأتي منه. المال و كل شي مادي موجود ينتمي لنا في هذه الحياة الانتقالية.       و لكن في الوقت نفسه إننا لا نملك أي شيء. إننا ندرك هذا عندما يحدث زلزال أو إعصار أو عاصفة كبيرة أو حتى عندما تدمر الشمس نفسها تدمر ما افترضنا انه ملكنا. إن الطبيعة تستعيد ما ينتمي لها. و انه من الضروري العيش بدون ملحقات. يمكننا أن نتنبه و نستفيق على الثروة  و السعادة و الحب و العظمة و الروحانية. لذلك فإن كل شيء نقدره في الخارج إنما يأتي من الداخل.
أنت سيد حياتك و أفعالك؛ و تعيش حياتك كما أردتها دوما. و إنني اعتقد انه يمكننا أن نحصل على الوفرة في جميع المجالات. فلا احد يولد مع سوء الحظ, أو مع الغنى و السعادة؛ لذلك فكل شيء موجود مثلك كالطاقة.  

   ربما تكون الصحوة هي السعادة نفسها؛ المعرفة التي بها نكون سعداء و نستمتع بالحياة من دون معاناة,   و ننسى الخوف.
 
   عندما يبدو الليل أكثر ظلمة, فهذا لأن شروق الشمس سيأتي قريبا, صحوة يوم جديد. حاليا نحن نعيش في أوقات رهيبة. ربما يبدو الناس أكثر جنونا و غضبا, يبحثون عن المشاكل و القتل و الموت. و لكن بالنسبة لنا نحن الذين نعتقد أن هنالك يوم آخر, نأمل ...... بأن العتمة ستختفي من كل ركن من أركان الأرض, من كل حفرة و من كل روح, و من كل قلب. نحن الطاقة التي تشع جوهرنا السماوي.
   كل شيء يجعلك سعيد, تجذبه لك, و تشعر بأنك أيضا منجذب له. إنه يعيش في أعماق عقلك, و يبحث ليسعد نفسه فورا. فكر بما تريد. كن متأكدا لتحافظ على الاستمتاع به. من الممكن أنك لا تدركه, و لكن هنالك أناس
يستمتعون بالفقر. بشكل لا شعوري فإنهم يبحثون لإشباع مطلبهم هذا, بالبحث دوما عما يجعلهم ضحية, و لوم الأغنياء على سوء حظهم. و هنالك أناس مرضى و سعيدين بمرضهم, و يبحثون عن أعراض جديدة حتى أعراض أكثر سوء من الأعراض الأخيرة. يبحثون لإيجاد جسد مريض و حزين دوما. لماذا لا نستيقظ من هذا الكابوس؟ لماذا لا نبحث عن عالم أفضل؟ حسنا, لتكون حزينا و محروما    و مريضا ليست تسلية و إنما وظيفة بدوام كامل. إنه يتطلب كل اهتمامنا بل حقا لدينا أكثر من ذلك, حتى سيكون لدينا أكثر من ذلك إذا استمرينا بتخيل أنفسنا بهذه الصور السيئة.
 
   إننا نعيش منغلقين على أنفسنا داخل مكاتبنا لثمانية ساعات في اليوم و ربما أكثر, ذلك يعتمد على مدى الضرر الذي تريد أن تعيشه. إننا نعمل من أجل الراتب, نضيع وقتنا القيم بتكريسه لثروة الآخرين. الثروة تأتي على شكل الوقت. الشمس تشرق      و يبدأ اليوم, فيكون من الواضح إن كنت تحب ما تفعله بشكل أفضل,  و لكن هذا لا يمنع حدوث أمر حزين لأنك عملت دائما بنفس المقدار. كل صباح ننهض بنفس الطريقة, نأمل نفس الأمور, و نعود للنوم فقط لنرتاح قليلا و نعود إلى نفس المكان, دائما نفس الشيء. لماذا لا نستطيع تحقيق أمر أفضل؟ نتمنى الإجازات, و نتمنى أن يتم إعطاؤنا وقتا.... الوقت الذي ينتمي إليك في قانون الكون.
 
   نحن أرواح متجولة, نتطلع إلى نكون سعداء و نبحث عن الصحوة من السبات العظيم. في كل شخص هنالك بذرة لتنمو كما نرغب. إننا فريدين, لا شيء, و لا أحد مثلك؛ الشيء الوحيد الذي يجعلنا متشابهين مع المخلوقات الأخرى هو أننا أحياء. و لدينا نفس الفرص.

   قد تكون الصحوة كما في العصور السابقة, كالثورة الصناعية, و لكنها الآن الثورة الإنسانية. حيث يحدث كل شخص ثورة في نفسه و يصبح مستقلا. لا شيء يربطنا, و لا شيء يوقفنا إلا لأنفسنا. إنك تصميم حياتك, و المتفرج, و تقوم بإنشاء حياتك.
 
   ربما تكون الصحوة لوقف الكراهية و كذلك التقليل من قيمة المال, لاستخدامه كما هو فقط, كأداة قوية و فعالة. المال رائع  و يعتبر أداة عظيمة. فبالمال نستطيع دفع نفقات أي شيء قد نحتاجه, لصحتنا, و بطرق أخرى لسعادتنا. لذلك فإنها تعطيك الحرية لتعش كما تريد. و لم لا؟ قد تكون هذه هي حقا الجنة, حيث كل شيء تتمناه يصبح حقيقة. لذا كن حذرا مما ترغب به.

   إنني أؤمن في العالم حيث هناك الدين و السياسة و الثروة و لا يربطنا فيه الفقر. و أؤمن بالعالم حيث هنالك الناس الحكماء الذين يعيشون لشيء واحد فقط: ليكونوا سعداء.
   عالمنا يتغير بشكل جذري؛ و الحال الآن ليس كما كان قبل سنتين. فقد عشنا بشكل مختلف عن الآن. إننا نقترب من خطوة جديدة, إننا نرتقي. ماذا سيكون حال عالمنا بدون الضوء؟ حتى هذه الكتابة لم تكن موجودة, فلا أحد سيكون قادرا على قراءتها. كنا سنعود إلى الليالي المظلمة بدون تلفاز, و بدون دور السينما. حتى برامج الحاسوب التي أنتجها لتخدم أي غرض فلن يكون هناك ضوء لتشغيل الحاسوب. ماذا سيحدث لو اختفى احتياطي النفط و البنزين من يوم إلى آخر؟  لن تكون قادرا على استعمال تلك السيارة المرغوب بها بعد الآن. من الذي سيقوم بتوفير الغذاء للمخازن إن كانت المقطورات غير قادرة على توصيلها بعد الآن؟   و كيف سنحافظ على الأطعمة طازجة بدون الضوء؟ و كيف يمكن ضخ المياه عبر الأنابيب إلى منزلك؟ لقد أصبحنا أكثر اعتمادا على التكنولوجيا مع كل يوم يمر, و التي هي عرضة للفشل الوظيفي. و لكن هنالك دائما طرق لحل أي مشكلة. إننا نحتاج إلى تأمل عالمنا لتحقيق الوعي الجماعي, للبحث عن الحلول ليصبح الكوكب أفضل, لأنه المنزل الذي نعيش فيه.
 
   أعتقد أننا جميعا لدينا هذه الصحوة في الاعتبار, فالجميع يتحدث عنها. هنالك الكثير من المعاناة و الكثير من الحزن, و لكن هنالك أيضا الكثير من السعادة و رغبات كثيرة للعيش بسعادة. إنني أعتقد أنه سيكون هنالك عالم حيث نعيش كما نود أن نكون, من دون نقص و بحياة و فيرة. إنني أتمنى عالما حيث تكون المعرفة فيه وفيرة, يعيش الناس فيه سعداء, مع الكثير من المال,  و الكثير من الرحلات, و النتع من جميع الأنواع, و صحة جيدة, و حب, و الكثير من السعادة.

   إنني أعتقد أنك إذا فكرت بنفس الطريقة التي أفكر بها, سيصبح هذا قريبا واقعا!
   ....By Abeer

 


Entradas al Azar